المشاريع التشاركية الخدمية، ثقة متبادلة
المشاريع التشاركية الخدمية، ثقة متبادلة .. لا نشك لحظة في أن المناطق المحررة وهي تواجه آلة الحرب منذ أحد عشر عاماً، أنها عانت من دمار في البنى التحتية، ونقص في الأمور الخدمية التي تعد من أساسيات الحياة، بفعل القصف الهمجي على المنطقة.
يتعاون الأهالي مع الحكومات -بشكل عام- إذا رأوا أن التعاون يصب في مصلحتهم، سواء أكان هذا التعاون اقتصاديا أو خدميا، فلا يمكن أن ننكر التطور الكبير في الشمال المحرر على الأصعدة كافة، بعد تعاون الأهالي مع مفاصل حكومة الإنقاذ لرفع سوية الخدمات فيه من خلال المشاريع التشاركية الخدمية.
عملت حكومة الإنقاذ السورية في الآونة الأخيرة على مشاريع خدمية، شاركت فيها الحكومة وفعاليات شعبية، سعت من خلالها لتقديم الخدمات الضرورية للمنطقة.
قال وزير الإدارة المحلية والخدمات الأستاذ “قتيبة الخلف”: “انطلقت وزارة الإدارة المحلية والخدمات بمبادرة الأعمال التشاركية، عن طريق التعاون بين الوزارة والأهالي، إذ تستهدف هذه المبادرات الأعمال الخدمية من صيانة للطرقات وإنشاء طرقات جديدة ومشاريع صيانة الصرف الصحي، وصيانة الأرصفة وإعادة تأهيل الدوارات، ليتحسن الواقع الخدمي على مستوى المنطقة، وزيادة وعي الأهالي للحفاظ على البنية التحتية، وهناك تفاعل شعبي كبير في هذه الأعمال، في معظم المناطق المحررة”.
أبرز المشاريع التشاركية الخدمية في المنطقة:
طريق حلب – باب الهوى
يعد طريق حلب – باب الهوى أبرز الأعمال التشاركية الحكومية الشعبية على مستوى المحرر، فقد امتد على مسافة تجاوزت الثلاثة آلاف وثلاثمائة متر وبعرض ثلاثين متراً، وتكمن أهميته في كونه يربط مناطق ريف حلب بباب الهوى، كلف ترميم الطريق وتوسيعه نحو مليون وثمانمائة ألف دولار، لكنه حل العقد المرورية التي كانت تعرقل حركة سير الأهالي، كما أسهم في تنشيط الحركة المرورية والتجارية وسهل مرور البضائع من وإلى باب الهوى.

الساحات العامة والدوارات
شاركت وزارة الإدارة المحلية والخدمات متمثلة بمختلف الجهات التابعة لها عدداً من المشاريع الخدمية والتجميلية مع الأهالي ومختلف الفعاليات الشعبية والاقتصادية، مثل ترميم وتوسيع اثني عشر دواراً في المحرر ما أسهم في تطوير البيئة الجمالية للمدن والبلدات وتخفيف الازدحامات للحد من الحوادث المرورية.
كما زودت الوزارة -بالتعاون مع شركة الكهرباء- خمسا وثلاثين محطة مياه بالكهرباء التشغيلية، لضمان وصول المياه إلى الأهالي بمواعيدها المحددة دون تأخر أو عراقيل.

سوق الهال في معرة مصرين
يعد سوق الهال في معرة مصرين سوق الخضار الرئيس في المناطق المحررة، إذ يضم أكثر من 176 محلا تجاريا، ومساحته التقريبية حوالي 20 ألف متر مربع، استجابت مديرية الخدمات في المنطقة الوسطى لطلب أصحاب المحال التجارية بتزفيت وتأهيل البنية التحتية هناك، فقد أُحدثت مصارف مطرية جديدة ووُسعت الشبكة القديمة، والتي كانت تشكل عائقا في فصل الشتاء، إذ جرى العمل على مرحلتين بإعادة تأهيل وإنشاء البنية التحتية، ثم عمليات التوسعة والتزفيت.

مشروع تشاركي حكومي شعبي
تمت عمليات إعادة التأهيل بالتعاون بين وزارة الإدارة المحلية والخدمات متمثلة بمديرية الخدمات في المنطقة الوسطى والأهالي من أصحاب المحال التجارية، إذ قامت الوزارة بدفع ما يقارب ثلثي تكلفة المشروع، ليشارك أصحاب الفعاليات والمحال بالثلث الباقي من التكلفة.
وقدرت المساحة التي عُبدت 13400 متر مربع، بحيث تشمل جميع طرق السوق، والعديد من الساحات فيه.
ويخدم هذا المشروع أصحاب المحال التجارية في السوق، والسيارات الوافدة إليه، بمنع تجمع المياه والأوساخ في الشتاء والغبار في الصيف.
قال مدير الخدمات الفنية في المنطقة الوسطى الأستاذ “عبد الله عبد الله”: “شهد هذا العام العديد من المشاريع التشاركية الخدمية، في عدد من المناطق، فعلى سبيل المثال عملنا في المنطقة الوسطى على تزفيت الشوارع في مدن وبلدات بنش وطعوم وزردنا، كما جرت أعمال سابقة في رام حمدان ومعرة مصرين”.

لم تقتصر الأعمال على هذه المناطق فقط، فقد قامت مشاريع خدمية في العديد من المدن والبلدات الأخرى كتوسعة الطرق في جبل الزاوية، وترميم طريق إدلب – أريحا، وصيانة بعض الطرقات أيضا في جسر الشغور ومنطقة حارم، وهناك تفاعل شعبي كبير في هذه الأعمال التشاركية، في معظم المناطق المحررة”.

المشاريع التشاركية الخدمية مطلب شعبي
لقد تأسست هذه القناعة من إدراكنا أن الحكومة جزء لا يتجزأ من الأهالي وترسيخا من الجميع أن الحفاظ على البنية التحتية وإعادة تأهيلها وتطويرها واجب مشترك، وأن هذا التعاون هو السبيل الوحيد لنهوض المحرر في ظروف الحرب، وما تعانيه البلاد من قصف ودمار، وأن المنطقة المحررة هي مسؤولية الجميع.